علامات تحذيرية تدل على أن اللولب لم يعد يعمل
اللولب الرحمي (IUD): دليل شامل لآلية العمل، الاستخدام، والتحذيرات
يمثل اللولب الرحمي، أو الجهاز داخل الرحم (IUD)، أحد أكثر وسائل منع الحمل طويلة الأمد والقابلة للعكس (LARC) فعالية على مستوى العالم، حيث تتجاوز فعاليته 99%. يتميز اللولب بكونه جهازًا صغيراً على شكل حرف T يُزرع داخل الرحم، ويوفر حماية مستمرة تمتد لسنوات دون الحاجة إلى تذكر الجرعات اليومية. ينقسم اللولب إلى نوعين رئيسيين: اللولب النحاسي (الذي يعمل عن طريق خلق بيئة سامة للحيوانات المنوية والبويضات) واللولب الهرموني (الذي يطلق جرعات منخفضة من هرمون البروجستين لتكثيف المخاط العنقي وتقليل نمو بطانة الرحم).
الفعالية العالية للولب جعلته خياراً مفضلاً للكثيرين، ولكنه يتطلب فهماً دقيقاً لآلية عمله، وعملية إدخاله، والعلامات التحذيرية التي قد تشير إلى عدم كفاءته أو خروجه من مكانه. يهدف هذا الدليل إلى توفير معلومات محدثة (2024-2025) لضمان الاستخدام الآمن والفعال للولب، وتسليط الضوء على الأعراض التي تستدعي التدخل الطبي الفوري لتقليل مخاطر المضاعفات.
حقائق سريعة حول اللولب الرحمي
- ★ معدل الفعالية: يتجاوز 99%، مما يجعله من أكثر الوسائل فعالية.
- ★ مدة الحماية: اللولب النحاسي يصل إلى 10-12 سنة، والهرموني من 3 إلى 8 سنوات حسب النوع.
- ★ آلية العمل: النحاسي يقتل الحيوانات المنوية، والهرموني يمنع الإخصاب عن طريق المخاط السميك.
- ★ العودة للخصوبة: يمكن استعادة الخصوبة فوراً بعد إزالة اللولب.
- ★ فحص ذاتي: يجب على المستخدمة فحص خيوط اللولب شهرياً للتأكد من موضعه.
التعريف والاستخدامات
اللولب الرحمي هو وسيلة منع حمل يتم تركيبها بواسطة طبيب متخصص داخل تجويف الرحم. يعمل اللولب النحاسي عن طريق إطلاق أيونات النحاس التي تخلق بيئة التهابية معقمة، تجعل الرحم غير مناسب لاستقبال البويضة المخصبة، كما أن أيونات النحاس لها تأثير قاتل على الحيوانات المنوية، مما يمنعها من الوصول إلى البويضة. يوفر هذا النوع حماية ممتدة تصل إلى عشر سنوات أو أكثر، ويُعد خياراً مثالياً لمن يفضلن تجنب الهرمونات أو يبحثن عن خيار فعال لسنوات طويلة.
في المقابل، يعمل اللولب الهرموني عن طريق إطلاق كميات صغيرة ومستمرة من هرمون البروجستين (مثل الليفونورجيستريل) داخل الرحم. هذا الهرمون يؤدي إلى تكثيف المخاط الموجود في عنق الرحم، مما يخلق حاجزاً يمنع دخول الحيوانات المنوية إلى الرحم. بالإضافة إلى ذلك، يقلل البروجستين من سماكة بطانة الرحم، مما يجعلها أقل قابلية لانغراس البويضة المخصبة، ويقلل في كثير من الأحيان من غزارة الدورة الشهرية أو قد يوقفها تماماً بعد فترة من الاستخدام.
لا يقتصر استخدام اللولب على منع الحمل فقط، فاللولب الهرموني تحديداً يُستخدم في بعض الأحيان كجزء من خطة علاجية لحالات طبية أخرى، مثل تخفيف النزيف الحيضي الغزير (Menorrhagia) أو إدارة الألم المرتبط ببطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis). تتيح آلية عمله الموضعية علاج هذه الحالات دون تعريض الجسم لجرعات عالية من الهرمونات التي تؤثر على باقي أجزاء الجسم، مما يجعله خياراً علاجياً مزدوجاً.
على الرغم من فوائده، لا يوفر اللولب أي حماية ضد الأمراض المنقولة جنسياً (STIs)، لذا يجب على المستخدمين الذين لديهم شركاء متعددون أو الذين لا يعرفون تاريخ شريكهم الصحي استخدام الواقي الذكري كإجراء وقائي إضافي. يجب أن يتم التمييز بين اللولب الهرموني والنحاسي لأن آثارهما الجانبية وتأثيرهما على الدورة الشهرية يختلفان بشكل كبير، مما يؤثر على تفضيل المريضة.
- يُستخدم اللولب النحاسي أحياناً كوسيلة لمنع الحمل الطارئ إذا تم إدخاله خلال خمسة أيام من العلاقة غير المحمية.
- يُعتبر اللولب من الخيارات الممتازة للرضاعة الطبيعية لأنه لا يؤثر على إنتاج الحليب.
- تُعد سهولة الإزالة والعودة السريعة للخصوبة ميزة تنافسية رئيسية للولب.
- اللُّولب النحاسي غالباً ما يزيد من غزارة الدورة الشهرية وتشنجاتها في البداية.
- يجب إجراء فحص طبي شامل قبل الإدخال للتأكد من عدم وجود موانع.
في الختام، يمثل اللولب طريقة موثوقة ومريحة لمنع الحمل، لكن يتطلب الاختيار بين أنواعه المختلفة استشارة طبية دقيقة لتحديد الأنسب بناءً على صحة المرأة وتاريخها الطبي وتفضيلاتها المتعلقة بالهرمونات والدورة الشهرية.
طريقة الاستخدام والتركيب والجرعات
اللولب ليس دواءً يؤخذ بجرعات، بل جهاز يتطلب إدخالاً جراحياً بسيطاً يتم عادة في عيادة الطبيب أو المستشفى. يُفضل الأطباء إدخال اللولب أثناء فترة الحيض (الدورة الشهرية) أو بعدها مباشرة، لأن عنق الرحم يكون أكثر ليونة وأقل عرضة للإزعاج، كما يضمن ذلك أن المرأة ليست حاملاً بالفعل. بعد إجراء فحص دقيق للرحم للتأكد من حجمه وشكله وتجنب أي عدوى قائمة، يتم إدخال اللولب عبر عنق الرحم باستخدام أداة خاصة، وتستغرق العملية عادةً بضع دقائق وتسبب تشنجات خفيفة تشبه تقلصات الدورة.
بعد الإدخال، تتدلى خيوط اللولب البلاستيكية الرفيعة من عنق الرحم إلى المهبل، وهذه الخيوط هي التي يستخدمها الطبيب في فحص موضع اللولب والقيام بعملية إزالته في المستقبل. تقع المسؤولية على المستخدمة للتأكد من أن الخيوط لا تزال في مكانها الصحيح، ويُنصح بفحصها شهرياً بعد انتهاء فترة الحيض للتأكد من عدم وجود أي حركة للولب. في حالة اللولب الهرموني، تختلف جرعة الهرمون المطلقة يوميًا حسب النوع (فمثلاً، يطلق لولب ميرنا جرعة أعلى قليلاً من لولب سكيلا)، ولكنها جرعات منخفضة جداً ومركزة داخل الرحم.
يتطلب الاستخدام الآمن للولب زيارة متابعة بعد شهر من الإدخال للتأكد من أن اللولب ثابت بشكل صحيح في تجويف الرحم، ويفضل إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية (السونار) للتأكد من وضعه المثالي. بعد ذلك، تكون الفحوصات الدورية سنوية أو حسب توصية الطبيب. إن الفهم الدقيق لآلية فحص الخيوط هو إجراء احترازي مهم، حيث يتيح للمرأة اكتشاف أي خروج جزئي أو كلي للولب قبل أن يؤدي ذلك إلى حمل غير مخطط له.
الرعاية الفورية بعد التركيب تشمل الراحة وتناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية (مثل الأيبوبروفين) لتخفيف التشنجات التي قد تستمر لبضعة أيام. يجب تجنب إدخال أي شيء في المهبل (مثل السدادات القطنية أو ممارسة الجماع) لمدة لا تقل عن 24-48 ساعة بعد الإدخال لتقليل خطر العدوى. اللولب النحاسي يوفر حماية فورية، بينما قد يتطلب اللولب الهرموني سبعة أيام لبدء الفعالية الكاملة إذا لم يُركب خلال الدورة الشهرية.
- تأكد من إبلاغ الطبيب عن أي حساسية تجاه النحاس قبل تركيب اللولب النحاسي.
- يُنصح بوضع كمادة دافئة على البطن لتخفيف التشنجات الأولية.
- يجب مناقشة الطبيب حول نوع اللولب المناسب لحالتك وحجم الرحم.
- يتمتع اللولب الهرموني بـ "جرعة" منخفضة جداً من البروجستين مقارنة بحبوب منع الحمل.
- لا تتوقع حماية فورية من اللولب الهرموني ما لم يتم تركيبه في الوقت المناسب من الدورة.
التعامل مع اللولب يتطلب التزامًا بالمتابعة الطبية والفحص الذاتي الدوري، وهذا التعاون بين المريضة والطبيب يضمن استمرارية فعالية الجهاز وتجنب أي مضاعفات محتملة مرتبطة بتغير موضعه.
الآثار الجانبية المحتملة
تختلف الآثار الجانبية للولب بشكل كبير حسب نوعه، ولكن من الشائع جداً الشعور بتشنجات في البطن ونزيف خفيف (تنقيط) في الأشهر القليلة الأولى بعد الإدخال، حيث يحاول الرحم التكيف مع وجود الجسم الغريب. بالنسبة للولب النحاسي، فإن الأثر الجانبي الأكثر شيوعاً هو زيادة غزارة ومدة الدورة الشهرية، وقد تصبح التشنجات المصاحبة للدورة أكثر إيلاماً. هذا التأثير يستقر عادة بعد ستة أشهر، ولكن بالنسبة لبعض النساء، قد يبقى النزيف الغزير سبباً رئيسياً للإزالة.
على الجانب الآخر، يميل اللولب الهرموني إلى تقليل النزيف الشهري بشكل كبير، وفي كثير من الحالات يؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية تماماً (انقطاع الحيض). هذا الانقطاع يعتبر ميزة للعديد من النساء، ولكنه قد يسبب قلقاً للبعض. أما الآثار الجانبية الهرمونية المرتبطة به، فهي عادة ما تكون خفيفة ونادرة مقارنة بحبوب منع الحمل الفموية، وتشمل الصداع، وحساسية الثديين، وتقلبات مزاجية بسيطة، نظراً لأن الهرمون يعمل بشكل موضعي ومحدود في الرحم.
هناك آثار جانبية نادرة ولكنها خطيرة يجب الانتباه إليها، مثل الانثقاب الرحمي، حيث يخترق اللولب جدار الرحم أثناء الإدخال أو بعده بفترة وجيزة. على الرغم من أن هذا الخطر منخفض جداً (أقل من 1 من كل 1000 حالة)، إلا أنه يتطلب إزالة فورية للولب وغالباً تدخلاً جراحياً. كما أن هناك خطراً متزايداً للإصابة بمرض التهاب الحوض (PID) في الأسابيع الثلاثة الأولى بعد الإدخال، خاصة إذا كانت المرأة لديها بالفعل عدوى منقولة جنسياً غير معالجة.
يجب على المرأة أن تدرك أن الشعور بآثار جانبية لا يعني بالضرورة فشل اللولب، ولكن إذا استمرت الأعراض مثل الألم المزمن أو النزيف الحاد غير الطبيعي بعد الأشهر الستة الأولى، يجب عليها مراجعة الطبيب. يمكن في هذه الحالة تعديل خطة العلاج أو التبديل إلى وسيلة منع حمل أخرى تناسب استجابة الجسم بشكل أفضل.
- اللولب الهرموني: قد يسبب تكيسات وظيفية بسيطة في المبيض تختفي تلقائياً.
- اللولب النحاسي: يزيد من خطر فقر الدم لدى بعض النساء بسبب غزارة الدورة.
- الآلام والتشنجات الحادة خلال الأسابيع الأولى بعد الإدخال شائعة.
- يجب الإبلاغ فوراً عن أي إفرازات مهبلية غير طبيعية أو روائح كريهة.
- قد تعاني بعض النساء من حب الشباب مع اللولب الهرموني بسبب تأثير البروجستين.
يُعد التكيف مع اللولب عملية فردية تتطلب صبراً، ومعظم الآثار الجانبية الشائعة تكون عابرة وتتحسن مع مرور الوقت، لكن يجب دائماً التمييز بين الآثار الجانبية العادية وعلامات المضاعفات الخطيرة التي تتطلب عناية طبية فورية.
التحذيرات والاحتياطات الضرورية
هناك مجموعة من التحذيرات الطبية الصارمة التي يجب مراعاتها قبل وأثناء استخدام اللولب لضمان السلامة القصوى. من أهم موانع الاستخدام المطلقة وجود حمل مؤكد أو محتمل، أو الإصابة النشطة أو المتكررة بمرض التهاب الحوض (PID)، وكذلك وجود تشوهات هيكلية في الرحم تمنع التثبيت السليم للولب، مثل الأورام الليفية الكبيرة داخل التجويف الرحمي. بالنسبة للولب الهرموني، يُعد سرطان الثدي الحساس للهرمونات مانعاً للاستخدام، لذا يتطلب الأمر تقييماً شاملاً للتاريخ الطبي للمريضة.
يجب على المستخدمة أن تكون يقظة للغاية تجاه علامات العدوى، التي قد تتطور إلى مرض التهاب الحوض (PID)، وتتضمن الحمى، آلام الحوض الشديدة، الإفرازات المهبلية غير الطبيعية، أو الألم أثناء الجماع. على الرغم من أن خطر الإصابة بـ PID منخفض جداً بعد الأسابيع الثلاثة الأولى من التركيب، فإن الكشف المبكر عن أي عدوى وعلاجها أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الخصوبة المستقبلية وتجنب المضاعفات الخطيرة.
الاحتياط الأهم الذي يجب أن تلتزم به المستخدمة هو الفحص الدوري لخيوط اللولب، حيث أن خروج اللولب جزئياً أو كلياً هو السبب الأكثر شيوعاً لفشل هذه الوسيلة وحدوث حمل. إذا لم تتمكن المرأة من الشعور بالخيوط أو شعرت بأن اللولب نفسه قد تحرك أو خرج جزء منه من عنق الرحم، يجب استخدام وسيلة منع حمل احتياطية فوراً مثل الواقي الذكري والاتصال بالطبيب لتحديد موضع اللولب عن طريق الفحص بالموجات فوق الصوتية.
يجب تجنب تركيب اللولب مباشرة بعد الإجهاض أو الولادة إذا كان هناك خطر متزايد للعدوى، ويفضل الانتظار حتى استقرار الرحم وعنق الرحم. كما أن استخدام اللولب النحاسي يتطلب حذراً خاصاً في حالات فقر الدم الحاد، حيث قد يؤدي النزيف الشهري الغزير إلى تفاقم الحالة، مما يستدعي مراقبة دورية لمستوى الهيموغلوبين واتخاذ إجراءات علاجية مناسبة.
- يجب عدم سحب خيوط اللولب أبداً، لأن ذلك قد يؤدي إلى إخراجه بالكامل.
- أي نزيف مهبلي غير مفسر أو غير عادي يستدعي تقييماً طبياً فورياً.
- استبعاد الحمل خارج الرحم عند ظهور أي أعراض حمل مع وجود اللولب.
- يجب الإبلاغ عن أي ألم أثناء الجماع لا يزول مع مرور الوقت.
- التأكد من أن الطبيب قد أجرى مسحة عنق الرحم (Pap smear) في وقت قريب قبل التركيب.
الالتزام بهذه التحذيرات والاحتياطات هو أفضل ضمان للاستفادة القصوى من فعالية اللولب وتقليل احتمالية مواجهة أي من مخاطره النادرة ولكنها خطيرة، مع الحفاظ على الصحة الإنجابية العامة.
الأسئلة الشائعة حول اللولب الرحمي (10 Q&A)
1. هل تركيب اللولب يسبب ألماً شديداً، وكيف يمكن إدارته؟
تركيب اللولب يسبب شعوراً بالتشنج والانقباضات الحادة التي يمكن أن تستمر بضع دقائق، خاصة عند مرور الجهاز عبر عنق الرحم، ولكن هذا الألم يختلف في شدته من امرأة لأخرى. بالنسبة لمعظم النساء، يكون الألم محتملاً ويشبه تشنجات الدورة الشهرية القوية. يمكن إدارة هذا الألم بتناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول، قبل ساعة من موعد التركيب لتقليل حدة الانقباضات.
يجب التخطيط ليوم التركيب بحيث يتضمن راحة بعد الإجراء، حيث قد تستمر التشنجات الخفيفة والتنقيط لعدة ساعات أو أيام. يمكن استخدام وسادة التدفئة (القربة الدافئة) على أسفل البطن لتخفيف التشنجات بعد العودة للمنزل. إذا كان الألم شديداً أو استمر لأكثر من بضعة أيام، يجب مراجعة الطبيب لاستبعاد أي مضاعفات مثل العدوى أو الانثقاب.
2. هل يمكن أن يسبب اللولب زيادة في الوزن؟
أظهرت الدراسات السريرية أن اللولب النحاسي لا يرتبط بزيادة الوزن إطلاقاً، لأنه لا يطلق أي هرمونات في الجسم. أما اللولب الهرموني، فقد تشير بعض التقارير إلى زيادة طفيفة في الوزن لدى نسبة قليلة من المستخدمات، لكن الأدلة العلمية الحديثة (2024) لا تثبت علاقة سببية مباشرة بين اللولب الهرموني وزيادة الوزن الكبيرة في غالبية النساء. الزيادة المرصودة غالباً ما تكون ضئيلة ويمكن أن تعود لأسباب أخرى، بما في ذلك عوامل نمط الحياة.
نظراً لأن اللولب الهرموني يطلق البروجستين بتركيز موضعي ومنخفض جداً، فإن تأثيره الجهازي على الشهية أو التمثيل الغذائي أقل بكثير من حبوب منع الحمل المركبة. إذا لاحظت زيادة وزن غير مبررة بعد تركيب اللولب الهرموني، يجب استشارة الطبيب لتقييم جميع العوامل المساهمة، مثل التغيرات الغذائية أو مشاكل الغدة الدرقية، قبل ربط الزيادة بالولب بشكل قاطع.
3. هل يمكن أن يشعر الشريك بخيوط اللولب أثناء الجماع؟
في بعض الأحيان النادرة، قد يشعر الشريك بخيوط اللولب أثناء الجماع، خاصة إذا كانت الخيوط طويلة نسبياً أو إذا كان عنق الرحم منخفضاً بشكل طبيعي. في معظم الحالات، يتم قطع الخيوط بحيث تكون قريبة من عنق الرحم ولا تسبب أي إزعاج لأي من الطرفين. إذا كانت الخيوط تسبب ألماً أو وخزاً للشريك، يمكن التحدث مع الطبيب لقص الخيوط بشكل أقصر أو تعديل وضعيتها، وهو إجراء بسيط لا يؤثر على فعالية اللولب.
الخيوط مصممة لتكون ناعمة ومرنة، لذا فإن أي شعور بها يجب أن يكون خفيفاً في الغالب. إذا كان الشريك يشعر بألم واضح، يجب مراجعة الطبيب فوراً، فقد يشير ذلك إلى أن اللولب نفسه قد تحرك من مكانه، أو أن الخيوط قصيرة جداً أو صلبة بشكل غير عادي، مما يتطلب تقييماً وتعديلاً لحالة اللولب.
4. ما هو الخطر الفعلي لمرض التهاب الحوض (PID) المرتبط بالولب؟
يرتفع خطر الإصابة بمرض التهاب الحوض (PID) بشكل ملحوظ فقط خلال فترة الثلاثة أسابيع الأولى بعد تركيب اللولب. يعود سبب هذا الارتفاع المؤقت إلى احتمالية دخول البكتيريا الموجودة في عنق الرحم أو المهبل إلى الرحم أثناء عملية الإدخال. بمجرد أن يثبت اللولب في مكانه، يعود خطر الإصابة بـ PID إلى مستواه الطبيعي، والذي يرتبط بالأساس بسلوكيات المريضة الجنسية وخطرها للإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً (STIs).
لتقليل هذا الخطر، يجب على الطبيب التأكد من أن المريضة ليست مصابة بأي عدوى نشطة (خاصة السيلان أو الكلاميديا) قبل الإدخال. يجب على المريضة الانتباه لأعراض PID مثل الحمى، القشعريرة، آلام الحوض الشديدة، أو الإفرازات غير الطبيعية بعد التركيب. إذا ظهرت هذه الأعراض، يجب طلب العلاج فوراً، حيث يمكن علاج PID بالمضادات الحيوية بكفاءة إذا تم تشخيصه مبكراً.
5. متى تعود الخصوبة بشكل طبيعي بعد إزالة اللولب؟
تُعد العودة السريعة للخصوبة إحدى أهم مزايا اللولب مقارنة ببعض وسائل منع الحمل الهرمونية الأخرى طويلة المدى. بمجرد إزالة اللولب، سواء كان نحاسياً أو هرمونياً، تعود الخصوبة بشكل فوري. فيمكن للمرأة أن تحمل في أول دورة إباضة تلي الإزالة مباشرة، ولا يوجد أي تأخير في الخصوبة ناتج عن استخدام اللولب نفسه، حتى بعد استخدامه لعدة سنوات.
إذا كانت المرأة تخطط للحمل بعد إزالة اللولب، يجب أن تبدأ بتناول مكملات حمض الفوليك قبل الإزالة بفترة. بالرغم من أن اللولب لا يؤثر على معدل الخصوبة على المدى الطويل، إلا أن عوامل العمر والصحة العامة قد تؤثر على قدرتها على الحمل. يجب التشاور مع الطبيب حول التخطيط للحمل في حال كانت المريضة تستخدم اللولب الهرموني لعلاج حالة مثل بطانة الرحم المهاجرة.
6. هل اللولب آمن للاستخدام أثناء فترة الرضاعة الطبيعية؟
نعم، اللولب هو وسيلة آمنة وممتازة لمنع الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية. اللولب النحاسي لا يحتوي على أي هرمونات، وبالتالي لا يؤثر إطلاقاً على إنتاج الحليب أو جودته. أما اللولب الهرموني، فيطلق هرمون البروجستين فقط، وهذا الهرمون لا يؤثر سلبًا على إنتاج حليب الأم أو نمو الرضيع، على عكس وسائل منع الحمل التي تحتوي على الإستروجين.
ومع ذلك، يفضل الأطباء غالباً تأجيل إدخال اللولب بعد الولادة لبعض الوقت، عادة ما بين 6 إلى 8 أسابيع، للسماح للرحم بالعودة إلى حجمه الطبيعي وتقليل خطر الانثقاب أو الخروج. إذا تم إدخال اللولب بعد الولادة مباشرة، يزيد خطر خروجه. يجب التأكد من أن الرضاعة الطبيعية لا توفر حماية كاملة من الحمل، لذا يعد اللولب حلاً موثوقاً في هذه المرحلة.
7. هل يحمي اللولب من الحمل خارج الرحم؟
بشكل عام، يقلل اللولب بشكل كبير من خطر حدوث حمل بشكل عام، سواء كان حملاً طبيعياً أو حملاً خارج الرحم، وذلك بفضل فعاليته العالية. ومع ذلك، إذا حدث حمل بالرغم من وجود اللولب، فإن احتمالية أن يكون هذا الحمل خارج الرحم (Ectopic Pregnancy) تكون أعلى نسبياً مقارنة بالحمل الذي يحدث دون أي وسيلة منع حمل. هذا لا يعني أن اللولب يسبب الحمل خارج الرحم، بل إنه يمنع الحمل داخل الرحم بفعالية أكبر.
يجب الانتباه بشدة إلى أعراض الحمل خارج الرحم في حال تأخرت الدورة الشهرية أو ظهرت أعراض حمل مع وجود اللولب، خاصة إذا كانت مصحوبة بألم حاد ومفاجئ في البطن أو نزيف غير طبيعي. التشخيص المبكر للحمل خارج الرحم أمر بالغ الأهمية لتجنب المضاعفات التي قد تهدد حياة المرأة، ويتطلب تدخلاً طبياً فورياً.
8. هل هناك أي علامات تحذيرية تدل على أن اللولب لم يعد يعمل أو خرج من مكانه؟
العلامة الأكثر وضوحاً التي تدل على أن اللولب قد تحرك أو خرج من مكانه هي الطرد الجزئي أو الكلي للجهاز (خروج جزء من اللولب من عنق الرحم)، أو اختفاء خيوط اللولب التي يجب فحصها شهرياً بعد الدورة. كما أن الشعور بآلام حادة ومستمرة في الحوض أو البطن، خاصة إذا كانت تختلف عن تشنجات الدورة الشهرية المعتادة، يمكن أن يشير إلى تحرك اللولب أو انثقاب نادر. بالنسبة للولب النحاسي، فإن العلامة التحذيرية الواضحة هي تأخر الدورة الشهرية أو ظهور أي أعراض للحمل.
إذا شعرتِ بأي من هذه الأعراض، أو إذا فقدتِ الإحساس بالخيوط أو شعرتِ بجزء صلب من اللولب يتدلى، يجب إجراء اختبار حمل فوري والاتصال بالطبيب للحصول على موعد لتقييم الموقف. يجب استخدام وسيلة منع حمل احتياطية (كالواقي الذكري) في هذه الأثناء. قد يتطلب الأمر فحصاً بالموجات فوق الصوتية لتحديد موقع اللولب وتصحيح وضعه أو إزالته.
9. هل يمكن إزالة اللولب قبل انتهاء مدة صلاحيته، وهل الإزالة مؤلمة؟
نعم، يمكن إزالة اللولب في أي وقت ترغب فيه المستخدمة، سواء كان ذلك لتغيير وسيلة منع الحمل أو للتخطيط للحمل. يتم إزالة اللولب في عيادة الطبيب خلال بضع ثوانٍ فقط، وهي عملية أسرع وأقل إزعاجاً بكثير من عملية الإدخال. يقوم الطبيب ببساطة بسحب خيوط اللولب، فتنطوي أذرع اللولب للخارج ويخرج بسهولة من الرحم. قد تشعر المرأة بتشنج خفيف ومفاجئ يشبه التشنج القوي للدورة الشهرية أثناء خروجه.
إذا كنت تخططين للإزالة وتفكرين في تجربة الحمل، يمكنك البدء في محاولة الحمل فوراً. إذا لم تكوني تخططين للحمل، فيجب عليك البدء في استخدام وسيلة منع حمل أخرى قبل 7 أيام من موعد الإزالة إذا كنت تستخدمين اللولب الهرموني، لأن الخصوبة تعود على الفور. أما إذا كنت تستخدمين اللولب النحاسي، فيمكن البدء في استخدام وسيلة جديدة في يوم الإزالة نفسه.
10. هل من الطبيعي حدوث تنقيط أو نزيف غير منتظم مع اللولب؟
نعم، التنقيط (Spotting) والنزيف غير المنتظم هما من الآثار الجانبية الشائعة جداً لكلا النوعين من اللولب، خاصة خلال الأشهر الثلاثة إلى الستة الأولى بعد التركيب، حيث يحاول الرحم التكيف مع وجود الجهاز. هذا التنقيط يكون أكثر شيوعاً مع اللولب الهرموني مقارنة باللولب النحاسي في البداية، ولكنه يتحسن غالباً بمرور الوقت مع استقرار الهرمونات أو تكيف بطانة الرحم.
إذا استمر التنقيط بعد مرور ستة أشهر، أو إذا أصبح النزيف حاداً وغير محتمل، يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة. في حالة اللولب الهرموني، يُعد النزيف غير المنتظم عرضاً طبيعياً غالباً حتى تستقر الدورة وقد تختفي تماماً. أما في حالة اللولب النحاسي، إذا أصبحت الدورات غزيرة جداً لدرجة تسبب فقر الدم، فقد يكون من الضروري النظر في إزالته واستبداله بوسيلة أخرى.
عن الكاتب
الدكتور أحمد باكر، دكتور صيدلة
هو صيدلي أول ومثقف صحي يتمتع بخبرة واسعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يهدف الدكتور أحمد من خلال كتاباته إلى تمكين المجتمعات من خلال توفير معلومات صحية موثوقة تستند إلى الأدلة العلمية. بفضل خبرته في الصيدلة السريرية والشؤون التنظيمية، يسعى لتقديم رؤى فريدة حول الرعاية الصحية وتبسيط المفاهيم الطبية المعقدة لجعلها في متناول الجميع.
إخلاء المسؤولية القانونية
المعلومات المقدمة في هذه المدونة هي لأغراض تعليمية فقط ولا تعتبر بديلاً عن المشورة الطبية المتخصصة. لا نضمن دقة أو اكتمال المعلومات المتعلقة بالأدوية أو المستحضرات الطبية، ويجب التحقق من المصادر الرسمية قبل اتخاذ أي قرارات. باستخدام هذه المدونة، فإنك توافق على تحمل المسؤولية الشخصية عن الاعتماد على المعلومات المقدمة.

تعليقات
إرسال تعليق