هل يمكن ان يسبب اللولب زيادة في الوزن؟

اللولب الرحمي (IUD) وزيادة الوزن: تقييم طبي شامل

اللولب الرحمي (Intrauterine Device - IUD) هو وسيلة لمنع الحمل ذات فعالية قصوى وطويلة الأمد، وغالباً ما يُثار تساؤل مهم حول تأثيره على وزن الجسم، خاصة في ظل شيوع المعتقدات الخاطئة حول وسائل منع الحمل الهرمونية. من الضروري التفريق بين نوعي اللولب، النحاسي والهرموني، لتحديد ما إذا كان هناك أي ارتباط محتمل بزيادة الوزن، حيث يعمل كل منهما بآلية مختلفة تمامًا.

يؤكد الإجماع الطبي الحديث (2024-2025) أن اللولب النحاسي لا يسبب أي زيادة في الوزن، لأنه خالٍ تماماً من الهرمونات. أما اللولب الهرموني، ورغم أنه يطلق هرمون البروجستين، فإن الجرعة تكون موضعية ومنخفضة للغاية، مما يجعل تأثيره الجهازي على الشهية والتمثيل الغذائي ضئيلاً. يهدف هذا الدليل إلى تحليل العلاقة بين اللولب وتغيرات الوزن، بالإضافة إلى تقديم المعلومات الأساسية لاستخدامه بأمان.

حقائق سريعة حول اللولب وتأثيره على الوزن

  • اللولب النحاسي: لا يسبب زيادة في الوزن إطلاقاً، لأنه غير هرموني.
  • اللولب الهرموني: لا توجد أدلة قوية (2024) على أنه يسبب زيادة وزن كبيرة لمعظم المستخدمات.
  • الزيادة المحتملة: إذا حدثت زيادة، فهي غالباً ما تكون ناتجة عن احتباس مؤقت للسوائل أو عوامل أخرى.
  • الميزة: يعتبر اللولب الهرموني أقل عرضة للتسبب في زيادة الوزن من بعض أنواع حبوب منع الحمل.
  • التحقق: يجب تقييم زيادة الوزن مقابل التغيرات في نمط الحياة بعد التركيب.

التعريف والاستخدامات

اللولب الرحمي هو وسيلة منع حمل طويلة المفعول يتم إدخالها مباشرة في تجويف الرحم بواسطة أخصائي رعاية صحية، ويوفر حماية تتراوح بين ثلاث سنوات إلى أكثر من عشر سنوات حسب نوعه. النوعان الرئيسيان هما اللولب النحاسي، الذي يعتمد على خلق بيئة التهابية معقمة تعطل حركة الحيوانات المنوية وتمنع الإخصاب دون الحاجة إلى هرمونات. يفضل هذا النوع للنساء اللاتي لا يستطعن تحمل الهرمونات أو يفضلن تجنبها، وتستمر فعاليته لفترات طويلة تصل إلى 12 عاماً.

أما اللولب الهرموني، فيعمل على إطلاق جرعة منخفضة جداً ومستمرة من هرمون البروجستين (الليڤونورجيستريل) في الرحم مباشرة. وظيفة هذا الهرمون الأساسية هي تكثيف المخاط الموجود في عنق الرحم لمنع دخول الحيوانات المنوية، وتقليل سماكة بطانة الرحم لتقليل فرصة انغراس البويضة المخصبة. الجرعة الموضعية تجعل الآثار الجانبية الهرمونية الجسدية (بما في ذلك الوزن) أقل وضوحاً بكثير مقارنة بحبوب منع الحمل الفموية التي تتطلب مرور الهرمونات في الدورة الدموية للجسم بالكامل.

إضافة إلى منع الحمل، يُستخدم اللولب الهرموني على نطاق واسع لعلاج الحالات الطبية المتعلقة ببطانة الرحم. يمكنه أن يقلل بشكل كبير من النزيف الحيضي الغزير (Menorrhagia) الذي يسبب فقر الدم، ويساعد في تقليل آلام الدورة الشهرية لدى النساء المصابات ببعض حالات بطانة الرحم المهاجرة أو الأورام الليفية. هذه الخصائص العلاجية المزدوجة تزيد من جاذبية اللولب الهرموني مقارنة باللولب النحاسي الذي قد يزيد النزيف.

يجب على المرأة أن تتخذ قرار استخدام اللولب بناءً على مشاورات شاملة مع طبيبها، مع الأخذ في الاعتبار تاريخها الصحي، وتفضيلاتها الشخصية بشأن الهرمونات، وأي حاجة محتملة لتخفيف أعراض الدورة الشهرية. إن الفهم الدقيق لآلية عمل كل نوع يساعد في توقع الآثار الجانبية المحتملة، بما في ذلك التغيرات الطفيفة في الوزن أو أنماط النزيف.

  • فعالية اللولب تبدأ فوراً في حالة اللولب النحاسي، وقد تتأخر ٧ أيام للولب الهرموني.
  • اللولب الهرموني خيار ممتاز للنساء اللاتي يعانين من الصداع النصفي المرتبط بالإستروجين.
  • لا يحمي اللولب من الأمراض المنقولة جنسياً ويتطلب إجراء وقائي إضافي.
  • يتمتع اللولب بأعلى معدل استمرارية بين وسائل منع الحمل القابلة للعكس.
  • يمكن استخدام اللولب النحاسي كحماية طارئة لمدة تصل إلى 120 ساعة بعد الجماع غير المحمي.

بشكل عام، يوفر اللولب حلاً عالي الكفاءة وراحة طويلة الأمد، ويظل التأثير على الوزن عاملاً ثانوياً وغير مثبت بشكل كبير، خاصة عند مقارنته بوسائل منع الحمل الهرمونية الأخرى الأكثر تركيزاً.

طريقة التركيب والفحص الدوري

إدخال اللولب هو إجراء طبي يتم في العيادة ولا يتطلب تخديراً عاماً، ويستغرق بضع دقائق فقط. يتم التركيب عادةً أثناء الدورة الشهرية أو بعدها مباشرة لأن عنق الرحم يكون مفتوحاً قليلاً، مما يسهل الإجراء ويقلل من الإزعاج. قبل التركيب، يقوم الطبيب بإجراء فحص شامل وفحص بالموجات فوق الصوتية للتأكد من خلو الرحم من أي عدوى أو حمل أو تشوهات هيكلية قد تعيق التثبيت السليم للولب، ومن ثم يتم إدخال الجهاز بعناية باستخدام أداة بلاستيكية معقمة.

تعتمد الجرعة (في حالة اللولب الهرموني) على معدل الإطلاق اليومي للبروجستين، والذي يكون بالمايكروغرامات. هذا الإطلاق الموضعي يضمن أن معظم الهرمون يظل محصوراً في تجويف الرحم، مما يقلل من تركيزه في الدورة الدموية العامة. هذا التوزيع الموضعي هو السبب الرئيسي وراء انخفاض الآثار الجانبية الجهازية، بما في ذلك الحد الأدنى من التأثير على الوزن أو المزاج مقارنة بالوسائل الهرمونية الفموية.

يجب على المستخدمة الالتزام بزيارة متابعة إلزامية بعد أربعة إلى ستة أسابيع من التركيب ليتأكد الطبيب من أن اللولب ثابت في موضعه الصحيح داخل الرحم. بعد ذلك، يجب إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية سنوياً أو حسب توصيات الطبيب. يتم التأكيد على الفحص الذاتي الشهري لـ "خيوط اللولب" التي تتدلى من عنق الرحم؛ فإذا شعرت المرأة بأن الخيوط أصبحت أطول أو أقصر بشكل مفاجئ، أو إذا شعرت بالجزء الصلب من اللولب، فهذا يشير إلى تحركه.

في حال تحرك اللولب أو خروجه جزئياً، تقل فعاليته بشكل كبير، مما يتطلب استخدام وسيلة منع حمل احتياطية فوراً والاتصال بالطبيب لتقييم الحاجة لإزالته واستبداله. العناية بعد التركيب تشمل تناول مسكنات الألم واستخدام الكمادات الدافئة لتخفيف التشنجات التي قد تستمر لبضعة أيام، والامتناع عن إدخال أي شيء في المهبل (بما في ذلك الجماع) لمدة يومين لتقليل خطر العدوى.

  • يجب على المريضة تعلم كيفية فحص خيوط اللولب بنفسها شهرياً بعد انتهاء الدورة.
  • تركيب اللولب يكون أكثر سهولة وفعالية إذا تم التركيب في الوقت المناسب من الدورة الشهرية.
  • ينبغي تجنب التمارين الرياضية الشاقة لبضعة أيام بعد الإجراء الأولي.
  • الجرعة الهرمونية الموضعية هي المفتاح لتقليل الآثار الجانبية الجسدية.
  • الفحص الدوري بالموجات فوق الصوتية يضمن عدم حدوث انثقاب أو خروج غير مكتشف.

إن الالتزام بالفحص الدوري والفهم الجيد لعملية التركيب يضمنان استمرارية فعالية اللولب وتقليل القلق المرتبط بآثاره الجانبية أو احتمال تحركه من مكانه.

الآثار الجانبية (هل يسبب اللولب زيادة في الوزن؟)

تعد مسألة زيادة الوزن من أهم المخاوف التي تواجه النساء عند اختيار وسيلة منع حمل، خاصة الهرمونية منها. بالنسبة للولب النحاسي، فإن الإجابة قاطعة: لا يسبب زيادة في الوزن إطلاقاً. آلية عمله لا تتضمن أي تدخل هرموني، وبالتالي لا يؤثر على التمثيل الغذائي، أو الشهية، أو احتباس السوائل. أي تغير في وزن المستخدمة للولب النحاسي يعود بالكامل إلى عوامل أخرى مثل التغيرات الغذائية أو نمط الحياة أو التقدم في العمر.

أما اللولب الهرموني (مثل ميرنا)، فالوضع مختلف قليلاً ولكنه مطمئن في الغالب. تشير التحليلات الشاملة والحديثة إلى أن غالبية النساء لا يلاحظن زيادة وزن كبيرة أو مستدامة بعد تركيب اللولب الهرموني. في حال حدوث زيادة طفيفة، فإنها عادة ما تكون أقل من 2 كيلوغرام في السنة الأولى، وهي غالباً ما تُعزى إلى احتباس طفيف ومؤقت للسوائل، وليس زيادة فعلية في الدهون، كما لوحظ في دراسات مقارنة بين اللولب الهرموني والتحكم لا يوجد فيهن أي وسيلة منع حمل.

يجب التنويه إلى أن الإحساس بزيادة الوزن أو النفخة قد يكون أكثر شيوعاً في الأشهر القليلة الأولى من الاستخدام بسبب تكيف الجسم مع الهرمون. ومع ذلك، نظراً لأن البروجستين يتم إطلاقه موضعياً في الرحم، فإن التركيز الهرموني الذي يصل إلى مجرى الدم أقل بكثير من تركيزه في حبوب منع الحمل الفموية، مما يقلل من الآثار الجانبية الشائعة المرتبطة بجرعات الهرمونات العالية، ومن ضمنها زيادة الشهية أو التأثير على توزيع الدهون.

بالإضافة إلى الوزن، تشمل الآثار الجانبية الأخرى للولب الهرموني النزيف المتقطع (التنقيط) في البداية، والصداع، وتغيرات مزاجية خفيفة. أما اللولب النحاسي، فإن أبرز آثاره الجانبية هي زيادة غزارة ومدة الدورة الشهرية، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة بفقر الدم لدى بعض النساء، لكنه لا يؤثر على الوزن. يجب دائماً مناقشة الآثار الجانبية المذكورة أعلاه مع الطبيب لضمان اختيار النوع الأنسب لحالتك الصحية.

  • الزيادة المبلغ عنها في الوزن مع اللولب الهرموني تكون عادة أقل من تلك المرصودة مع وسائل هرمونية أخرى.
  • يُنصح بتتبع الوزن والتغيرات الغذائية لتمييز السبب الحقيقي لزيادة الوزن.
  • يساعد اللولب الهرموني بعض النساء على إدارة أعراض الدورة، مما قد يحسن الصحة العامة.
  • أي زيادة وزن سريعة ومفاجئة يجب أن يتم تقييمها طبياً لاستبعاد مشاكل أخرى.
  • يقل الشعور بالانتفاخ واحتباس السوائل عادة بعد الأشهر الستة الأولى من الاستخدام.

في الختام، لا ينبغي أن تكون زيادة الوزن مصدر قلق كبير عند اختيار اللولب كوسيلة منع حمل، خاصة اللولب النحاسي، بينما يقدم اللولب الهرموني ميزة الجرعة الموضعية التي تقلل الآثار الهرمونية الجانبية مقارنة بالبدائل الأخرى.

التحذيرات والاحتياطات الخاصة باللولب

على الرغم من معدل الأمان العالي للولب، هناك احتياطات وتحذيرات يجب أخذها بعين الاعتبار لضمان فعاليته وتجنب المضاعفات الخطيرة. يجب استبعاد أي احتمال للحمل قبل التركيب، ولهذا يفضل التركيب أثناء فترة الحيض. كذلك، يُمنع استخدام اللولب في حالة وجود مرض التهاب الحوض نشط أو عدوى غير معالجة في عنق الرحم أو المهبل، حيث يزيد التركيب في هذه الحالة من خطر انتشار العدوى إلى الرحم وقناتي فالوب، مما قد يؤدي إلى العقم.

يجب على المرأة الانتباه لأي علامات تشير إلى انثقاب الرحم، وهو خطر نادر ولكنه ممكن، خاصة أثناء عملية الإدخال أو في الأسابيع التي تليها. تشمل علامات الانثقاب الألم الحاد والمفاجئ والمستمر، والنزيف الغزير غير الطبيعي، أو عدم القدرة على تحديد خيوط اللولب بالفحص الذاتي. إذا حدث الانثقاب، فغالباً ما يتطلب الأمر إزالة اللولب جراحياً لتجنب المضاعفات الداخلية.

إحدى أهم التحذيرات هي ضرورة مراقبة خروج اللولب، وهو ما يحدث عادة في الأشهر القليلة الأولى من الاستخدام. إذا خرج اللولب جزئياً أو كلياً، تفقد المرأة الحماية من الحمل. لذلك، أي شعور بآلام غير معتادة، أو اختفاء الخيوط، أو الشعور بالجزء الصلب من اللولب يقتضي استشارة طبية عاجلة. في حال الطرد الجزئي، يجب على المرأة البدء فوراً في استخدام وسيلة منع حمل احتياطية حتى يتم إعادة تقييم وضعها.

بالنسبة للولب الهرموني، هناك حاجة إلى الحذر في حالات معينة، مثل الإصابة الحالية أو السابقة ببعض أنواع السرطانات الحساسة للهرمونات، أو أمراض الكبد الحادة، أو تاريخ مرضي حديث للإصابة بجلطات دموية. لذلك، يجب إجراء تقييم شامل للتاريخ الصحي لتحديد ما إذا كانت فوائد اللولب تفوق المخاطر المحتملة في هذه الظروف الدقيقة.

  • تجنب استخدام السدادات القطنية خلال الأسابيع الأولى بعد التركيب لتقليل خطر العدوى.
  • يجب إخبار الطبيب عن أي أدوية يتم تناولها، خاصة مضادات التخثر، قبل التركيب.
  • في حال حدوث حمل مع وجود اللولب، يجب إزالته فوراً لتقليل خطر الإجهاض والعدوى.
  • الألم أثناء الجماع بشكل مستمر قد يكون علامة على تحرك اللولب ويتطلب الفحص.
  • اللولب النحاسي قد يزيد من خطر فقر الدم، ويتطلب مراقبة مستويات الحديد.

يضمن الالتزام بهذه الاحتياطات، والمراقبة المستمرة لأي أعراض غير عادية، استمرارية الأمان والفعالية للولب على المدى الطويل، مما يجعله وسيلة موثوقة ومريحة لمنع الحمل.

الأسئلة الشائعة حول اللولب الرحمي (10 Q&A)

1. هل يمكن أن يسبب اللولب زيادة في الوزن؟

لا يسبب اللولب النحاسي زيادة في الوزن على الإطلاق لأنه لا يطلق أي هرمونات في الجسم. أما اللولب الهرموني، فقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن أي زيادة في الوزن تكون ضئيلة جداً (عادة أقل من كيلوغرام واحد) وغير مؤكدة السبب، ولا ترتبط باللولب بنفس الدرجة التي ترتبط بها حبوب منع الحمل ذات الجرعات الهرمونية الأعلى. هذا يعود إلى أن البروجستين يتم إطلاقه موضعياً داخل الرحم بجرعات منخفضة جداً.

إذا لاحظت المستخدمة زيادة ملحوظة ومقلقة في الوزن بعد تركيب اللولب الهرموني، فمن الضروري استشارة الطبيب لتقييم العوامل المساهمة الأخرى، مثل التغيرات في نمط الحياة، أو الضغط النفسي، أو المشاكل الهرمونية الأخرى غير المرتبطة بالولب. من النادر جداً أن يكون اللولب الهرموني هو السبب الوحيد والرئيسي لزيادة وزن كبيرة.

2. ما هي العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن اللولب قد تحرك؟

أبرز العلامات التي تشير إلى تحرك اللولب أو خروجه الجزئي هي الشعور بالجزء الصلب من الجهاز يتدلى من عنق الرحم، أو اختفاء الخيوط البلاستيكية تماماً والتي كان من الممكن الشعور بها سابقاً، أو الشعور بأن الخيوط أصبحت أطول فجأة. قد يصاحب ذلك أيضاً ألم حاد غير مفسر في أسفل البطن أو نزيف غزير مفاجئ خارج أوقات الدورة الشهرية. إذا لاحظت هذه التغيرات، يجب عدم محاولة سحب اللولب أو دفع الخيوط.

في حال الشك في تحرك اللولب، يجب عليك استخدام وسيلة منع حمل احتياطية مثل الواقي الذكري فوراً والاتصال بالطبيب. سيقوم الطبيب بإجراء فحص باستخدام الموجات فوق الصوتية لتحديد موقع اللولب. في كثير من الحالات، إذا تم تحريكه، يجب إزالته وربما تركيب لولب جديد في جلسة لاحقة لضمان الحماية الفعالة من الحمل.

3. هل يمكن استخدام اللولب بعد الولادة القيصرية مباشرة؟

يمكن تركيب اللولب مباشرة بعد الولادة القيصرية أو المهبلية، ولكن هذا الإجراء يزيد من خطر طرد اللولب (خروجه من الرحم) مقارنة بالتركيب بعد مرور 6-8 أسابيع. يفضل العديد من الأطباء الانتظار حتى يعود الرحم إلى حجمه الطبيعي بالكامل ويقل خطر النزيف وانثقاب الرحم. التركيب الفوري مناسب في بعض الحالات لضمان استمرارية منع الحمل، لكن يتطلب مراقبة مكثفة.

إذا تم التركيب في فترة ما بعد الولادة المبكرة، يجب على المريضة الالتزام بالموعد الأول للمتابعة بعد 4-6 أسابيع لتقييم وضع اللولب داخل الرحم بشكل دقيق. من الجيد التذكير بأن اللولب، خاصة الهرموني، هو خيار ممتاز للأمهات المرضعات لأنه لا يؤثر سلباً على إدرار الحليب أو صحة الرضيع.

4. ما مدى تأثير اللولب النحاسي على الدورة الشهرية؟

التأثير الأكثر وضوحاً للولب النحاسي هو زيادة غزارة ومدة النزيف الشهري، وقد تعاني بعض النساء أيضاً من زيادة في تشنجات وآلام الدورة الشهرية، خاصة في الأشهر القليلة الأولى من الاستخدام. هذه الأعراض تستقر عادة وتصبح محتملة بعد ستة أشهر، لكنها قد تظل قائمة لدى بعض النساء بدرجة تجعلهن يفضلن إزالة اللولب النحاسي والتحول إلى وسيلة أخرى.

بالرغم من هذه الزيادة في النزيف، فإن اللولب النحاسي لا يغير من انتظام الدورة الشهرية، بل تبقى دورات المرأة طبيعية. إذا أصبح النزيف شديداً لدرجة تسبب الإرهاق أو فقر الدم، يجب مناقشة الطبيب حول المكملات الغذائية (مثل الحديد) أو النظر في خيار التبديل إلى اللولب الهرموني الذي يقلل من النزيف بشكل كبير.

5. هل يحمي اللولب من الأمراض المنقولة جنسياً؟

كلا، لا يوفر اللولب الرحمي، سواء كان نحاسياً أو هرمونياً، أي حماية ضد الأمراض المنقولة جنسياً (STIs) مثل الكلاميديا، أو السيلان، أو فيروس نقص المناعة البشرية (HIV). اللولب يعمل فقط كوسيلة ميكانيكية أو هرمونية لمنع الحمل داخل الرحم، لكنه لا يشكل حاجزاً يمنع انتقال مسببات الأمراض عبر الاتصال الجنسي.

للحماية من الأمراض المنقولة جنسياً، يجب على المرأة استخدام الواقي الذكري بالإضافة إلى اللولب، خاصة إذا كانت لديها علاقات متعددة أو كان شريكها يعاني من عدوى نشطة. في حال الاشتباه بالإصابة بعدوى، يجب إجراء الفحص والعلاج فوراً، حيث أن العدوى غير المعالجة قد تزيد من خطر الإصابة بمرض التهاب الحوض مع وجود اللولب.

6. ما هي المدة التي يمكن أن يبقى فيها اللولب الهرموني فعالاً؟

تختلف مدة فعالية اللولب الهرموني حسب النوع والشركة المصنعة. الأنواع الأكثر شيوعاً مثل "ميرنا" قد توفر حماية فعالة من الحمل لمدة تصل إلى 8 سنوات، بينما الأنواع الأصغر مثل "سكيلا" قد تستمر حمايتها لمدة تصل إلى 3 سنوات فقط. هذا الاختلاف يعود إلى كمية البروجستين المخزنة داخل الجهاز ومعدل الإطلاق اليومي له.

يجب على المستخدمة معرفة التاريخ الدقيق لتركيب اللولب والمدة المحددة لفعاليته لتجنب استخدام لولب انتهت صلاحيته، مما قد يؤدي إلى فقدان الحماية وحدوث حمل غير مخطط له. يجب التخطيط لإزالة اللولب واستبداله بآخر جديد قبل انتهاء الفترة المحددة بقليل للحفاظ على الفعالية المستمرة.

7. هل يمكن أن يسبب اللولب فقدان الشعر أو حب الشباب؟

عادة لا يسبب اللولب النحاسي أي مشاكل جلدية أو تساقط للشعر لكونه غير هرموني. أما اللولب الهرموني، فنادراً ما تظهر معه أعراض هرمونية جهازية. في بعض الحالات النادرة، قد تلاحظ بعض النساء زيادة في حب الشباب أو ظهور بقع زيتية على الجلد بسبب تأثير البروجستين، على الرغم من أن هذا التأثير أقل شيوعاً بكثير من حبوب منع الحمل المركبة.

تساقط الشعر ليس من الآثار الجانبية الشائعة للولب، وإذا حدث تساقط، يجب تقييم الأسباب الأخرى مثل نقص الفيتامينات أو مشاكل الغدة الدرقية أو التغيرات الهرمونية الطبيعية ما بعد الولادة. إذا كانت الآثار الجانبية الهرمونية مزعجة، يمكن مناقشة الطبيب حول استبدال اللولب الهرموني باللولب النحاسي.

8. هل يؤثر اللولب على الحياة الجنسية أو الرغبة؟

عادة لا يؤثر اللولب سلباً على الرغبة الجنسية (الليبيدو) أو الاستمتاع بالجماع. اللولب النحاسي لا يحتوي على هرمونات، وبالتالي لا يغير من التوازن الهرموني الطبيعي. أما اللولب الهرموني، فإن جرعته الموضعية المنخفضة لا تؤثر عادة على الهرمونات الجنسية المسؤولة عن الرغبة. في الواقع، قد يلاحظ بعض الأزواج تحسناً في الحياة الجنسية لزوال القلق بشأن الحمل غير المخطط له.

كما ذكرنا سابقاً، قد يشعر الشريك بخيوط اللولب أحياناً، ولكن يجب قصها بشكل مناسب لمنع أي إزعاج. إذا كان هناك ألم مستمر أثناء الجماع، فيجب مراجعة الطبيب فوراً، فقد يكون هذا علامة على تحرك اللولب أو وجود عدوى أو التهاب في الحوض، وهي حالات يجب علاجها على وجه السرعة.

9. ما هي المدة اللازمة ليعود الجسم إلى طبيعته بعد إزالة اللولب؟

تعتبر العودة الفورية للخصوبة إحدى أهم مميزات اللولب، حيث يبدأ الجسم في استعادة قدرته على الحمل فور إزالة الجهاز. لا يوجد "تأثير تعليق" (Hangover Effect) للولب، بغض النظر عن مدة استخدامه. إذا كانت المرأة تستخدم اللولب الهرموني، فقد تحتاج بطانة الرحم لدورة شهرية أو دورتين لتعود لنموها الطبيعي قبل أن تصبح مستعدة لانغراس البويضة المخصبة، لكن الإباضة تبدأ فوراً.

عملية الإزالة نفسها سريعة وتستغرق ثوانٍ، وتتم عبر سحب خيوط اللولب. في حالة التخطيط للحمل، يمكن البدء في محاولة الحمل في نفس الشهر الذي تمت فيه الإزالة. أما إذا كانت الإزالة لغرض استبدال وسيلة منع الحمل، فيجب البدء في استخدام الوسيلة الجديدة في اليوم نفسه أو قبل أسبوع من الإزالة، حسب نوع اللولب.

10. ما هي الحالات الطبية التي تمنع استخدام اللولب؟

هناك موانع طبية صارمة تمنع تركيب اللولب، تشمل وجود حمل مؤكد أو احتمال قوي بوجود حمل، أو الإصابة النشطة بمرض التهاب الحوض (PID). كذلك، يمنع استخدام اللولب في حالات النزيف المهبلي غير المفسر (الذي لم يتم تشخيصه)، أو وجود سرطان في عنق الرحم أو الرحم لم يتم علاجه. كما أن اللولب النحاسي يمنع استخدامه في حالة الحساسية المؤكدة للنحاس.

بالنسبة للولب الهرموني، تشمل الموانع وجود تاريخ حالي أو سابق لسرطان الثدي أو الأورام الحساسة للهرمونات، وبعض أمراض الكبد المتقدمة. يجب دائماً على الطبيب إجراء تقييم شامل لجميع هذه الموانع، وفي حال عدم إمكانية استخدام اللولب، يجب مناقشة الخيارات البديلة الأخرى المناسبة والآمنة للحالة الصحية للمريضة.

إخلاء المسؤولية الطبية الهام

المعلومات الواردة في هذا الدليل مخصصة للأغراض التعليمية والتوعوية فقط، ولا ينبغي اعتبارها بديلاً عن الاستشارة الطبية المتخصصة، التشخيص، أو العلاج. يجب دائمًا استشارة طبيب مؤهل أو أخصائي نساء وتوليد بشأن أي أسئلة تتعلق بحالتك الطبية أو قبل اتخاذ أي قرارات علاجية بخصوص اللولب. يتم تحديث المحتوى وفقاً للمعايير الطبية لعام 2024-2025.

آخر تحديث للمعلومات: أكتوبر 2025.

عن الكاتب

الدكتور أحمد باكر، دكتور صيدلة

هو صيدلي أول ومثقف صحي يتمتع بخبرة واسعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يهدف الدكتور أحمد من خلال كتاباته إلى تمكين المجتمعات من خلال توفير معلومات صحية موثوقة تستند إلى الأدلة العلمية. بفضل خبرته في الصيدلة السريرية والشؤون التنظيمية، يسعى لتقديم رؤى فريدة حول الرعاية الصحية وتبسيط المفاهيم الطبية المعقدة لجعلها في متناول الجميع.

الدكتور أحمد باكر

إخلاء المسؤولية القانونية

المعلومات المقدمة في هذه المدونة هي لأغراض تعليمية فقط ولا تعتبر بديلاً عن المشورة الطبية المتخصصة. لا نضمن دقة أو اكتمال المعلومات المتعلقة بالأدوية أو المستحضرات الطبية، ويجب التحقق من المصادر الرسمية قبل اتخاذ أي قرارات. باستخدام هذه المدونة، فإنك توافق على تحمل المسؤولية الشخصية عن الاعتماد على المعلومات المقدمة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دافاسك: مكمل غذائي لدعم صحة القلب والأوعية الدموية

لايفوترايبوكس Lifotribox لتعزيز الحيوية الذكورية والطاقة الطبيعية

متى أفضل وقت لتركيب اللولب؟